فى وادى الغلابة.
للكاتب الكبير: إحسان عبد القدوس
"مصطفى" طالب كلية الهندسة الذى لايوجد هدف من وجوده فى الجامعة سوى أن والده الثرى (رضوان الدسوقى) صاحب الشركات يريده أن يحمل لقب مهندس ... وفى مناقشة له مع أحد الطلاب المتزعمين الأراء فى الجامعة حول نظام الدولة وكيف ان الحكومة تخدع الشعب دائماً بتغيير الظاهر دون تغيير الواقع وان الواقع يزداد من سىء إلى أسوأ فهى "ترفع الأجور والمرتبات وفى الوقت نفسه ترفع الاسعار أكثر من الزيادة فى رفع المرتبات..أى أن الفرد الفقير كلما إزداد دخله إزداد فقراً" ص10 إذ به يتعرف على تدعى "نهى" وسخرت منه فكيف له وهو بن مليونير يجلس مع الغلابة ولكنه يفاجأها بقوله"متعة الحياة والإحساس بها ليست فيما يملكه الإنسان بين يديه ولكن فيما يسعى إليه ويحققه"ص15 وعلى غير طبيعته التى لاتتحمل المناقشات وخاصة السياسية منها دخل تلك المناقشات وتغير حاله فأصبح يحضر المحاضرات والدروس بعد أن كان يتعالى عليها وبدا يحس بمسؤلية جديدة لم تكن تخطر على باله وهى مسئولية عن الغلابة.
وفى مناقشة اخرى دخل فى نقاش حول ارتفاع ثمن رغيف الخبز الذى هو عصب الحياة ولا يستطيع أحد مهما كان مستواه ألا يعيش دون رغيف خبز..وطالب "مصطفى" فى هذه المناقشة أن يفكر الجميع قبل القيام بمظاهرة ولكن "نهى" قاطعته بأن"المظاهرات تدفع إلى المزيد من التفكير الرسمى والشعبى".
ثم دخل "مصطفى" فى مظاهرات سلمية طلابية ولكن عجرفة الأمن تعاملت مع الموق كعادتها بقسوة وعنف..إلى أن سقط مصطفى جريحاً فطلب منه زملاؤه أن يتوسط لهم والده ذو المكن المرموقة فى المجتمع لدى الحكومة للإستماع لطلباتهم والإفراج عن المعتقلين..وحاول "مصطفى" بالفعل ولكن رفض والده ذلك على الرغم من كونه فى شبابه سياسياً بارعاً وقائداً بين الطلبة والمسئول عن تحركاتهم إلا أنه لايشترك معهم فى المظاهرات لكى لايعرض أبوه الموظف الفقير إلى متاعب فقد نشا والد مصطفى فقيراً وتحمل المسئولية من الصغر بينما نشا مصطفى كما يقولون فى فمه معلقة من ذهب..
والده الذى كان يؤمن بأن الطريق الوحيد الذى يحقق الهدف ويخلصه من الفقر هو طريق النجاح النظيف المشروع مهما طال هذا الطريق فكان حريص على النجاح فى الامتحانات الدراسية ولم يكتف بذلك بل أراد إكتشاف العالم كغيره من الناجحين فأصبحت هوايته هى القراءة ولم يسع لنيل وظيفة حكومية بعد تخرجه على الرغم كونه من اوائل دفعته وله الأحقية بالتعيين معيداً فى الجامعة إلا أن الوظائف الحكومية فى نظره "أضيق مجال للجاح والكسب الحلال..بل ربما اضيق مجال للفكر البناء وتكوين ذكاءللفرد فى التعامل مع الحياة" ص71-72
فعمل والد مصطفى بشركة منسوجات ثم ترقى إلى اعلى المناصب ثم انفصل واسس لنفسه شركة تصدير واستيراد خاصة..وهكذا نجح وأصبح من ذوى النفوذ فى هذه البلد.
ولكن "مصطفى"ورفاقه لم يستسلموا لرفض أبيه هذا الطلب ففكر مصطفى بفكرة عمل منشورات وتوزيعها لعرض افكارهم ولإجبار الحكومة على الخضوع لمطالبهم وكونه غنى كان من كبار الممولين لهذه الفكرة بما تتحمله من تكاليف ولكن قبض عليه هو ورفاقه وزج بهم فى المعتقل ولكن لنفوذ والده استطاع إخراجه من السجن دون رفاقه الأمر الذى جعلهم يسخطون عليه لعدم تحقيق العدالة ومجاملته بسبب والده وأنهم أولاد غلابة.
ولكن "مصطفى" كان حزيناً من نفسه لأن رفاقه اعتبروه خائناً ويفشى اسرارهم للحكومة على الرغم من عدم صحة ذلك..وعلى الرغم من محاولة الإعتماد على نفسه ومحاولة النجاح فى امتحان الكلية ليتخرج..ولكن فى النهاية بعد أن تخلى عنه زملاؤه الطلبة استسلم لطلب أباه بالذهاب إلى أمريكا ومن ثم إنشاء مكتب له فى شيكاغو وسافر إلى أمريكا منتظراً ماذا يخبىء له المستقبل؟!
إبراهيم سماحة
ملحوظة:-
- كان من المحدد لهذا الموضوع أن يُنشر فى صباح يوم الجمعة 28 يناير2011"جمعة الغضب"ولكن إنقطاع الإنترنت والإنشغال بالأحداث وظهور أحداث أخرى أخرت نشر هذا الموضوع إلى الآن...
- خبر فنى:- السيناريست "مصطفي محرم"سيقدم هذه الرواية فى مسلسل تلفزيونى بعد أن قرأ العديد من الروايات ليختار منها ما يناسب ثورة 25 يناير والمرحلة التاريخية التي تمر بها مصر.
السلام عليكم
ردحذفاحسنت الاختيار والله
احسان عبد القدوس اسطورة القصة
تحياتي
أخى الكريم : د/ ابراهيم
ردحذفشكراً لك على هذا الطرح
اختيار موفق يا بني
ردحذفرجعتني لروايات إحسان عبد القدوس رحمه الله
دكتور إبراهيم
ردحذفتحية طيبة
اختيار موفق لرواية تصلح لكل الأزمان لأنها تعكس نماذج كل الأزمان
شهر زاد
ردحذفالله يكرمك يا فندم..
أكيد.
أحسان عبد القدوس من الناس اللى بحب أقرألهم
أ.محمد الجرايحى
ردحذفالعفو يا فندم
كلمات من نور
ردحذفالله يكرمك يا فندم
ربنا يرحمه
محمد محمود عمارة
ردحذفأكيد يا فندم..
تسلم اخى العزيز
ردحذفعلى الطرح المميز
مع خالص تحياتى
تامر نبيل موسى
ردحذفالله يكرمك يا زعيم
السلام عليكم
ردحذفجزاك الله خيرا على العرض الجيد للرواية.. وهو مما لا يغني بالتأكيد عن الاستمتاع بها، فهي بأسلوب إحسان عبدالقدوس!!!
وفعلا هذه الرواية صالحة لأزمان وأماكن عديدة..
تحياتي أخي الكريم.
ماجد القاضي
ردحذفجزانا وإياكم أخ ماجد..بالفعل لاتغنى عن قراءتها..وبالفعل فهى صالحة لكل زمان ومكان طالما التاريخ يعيد نفسه..:) تحياتى لك