- الميكروباص!.

الميكروباص!!

 (مصدر الصورة من هنا )

التفت سائق الحافلة الصغيرة "الميكروباص-micro-bus" إلى شرطى المرور كبير السن وأعطى له ورقة نقدية قيمتها 50 قرشاً! لكى يتغاضى عنه نتيجة مخالفة ارتكبها وهى زيادة عدد الركاب عن العدد المسموح به ب 5 ركاب، والعجيب أن الفرد الخامس يجلس على ساق زميله بجوار السائق!إنها مهزلة بجميع المقاييس!

أحب أن أجلس دائماً بجوار النافذة لأسلى نفسى بالنظر من وراء زجاج النافذة إلى المنازل أو المحلات التجارية أو حتى أحد فروع نهر النيل أو الأراضى الزراعية بما تحمله من بهجة إلى النفس،وينافسك على الجلوس على هذا المقعد الكثير فإذا أتيت إلى "الميكروباص"متأخراً ستجد كل المقاعد بجوار النوافذ شاغرة فربما يكون للأخرين أسباب أخرى أو نفس سببى.

فى هذه اللحظات أكون شارداً أفكر فى كثير من الأشياء أو قل"أحلام يقظة" ولكن ينبهنا صوت سائق "الميكروباص" "الأجرة يا حضرات"...أسلم الأجرة إلى الجالس أمامى ،لتمض بين الأكف حتى تصل إلى السائق.

وقد يجذب إنتباهك ويخرجك من أحلامك تسابق السائق مع سائق أخر على الطريق وما يتبعه من شتائم وسب للسائقين أو أصوات عاقلة تحاول أن تهدأ السائق بأن الرزق مكتوب وأن يتمهل ففى العجلة الندامة وفى التآنى السلامة..

وقد يشدك ايضاً توقف فجائى نتيجة خروج شخص من شارع جانبى أو"توك توك"أمام"الميكروباص" أو توقف المكيورباص لنزول أحد الأشخاص فى الطريق بين المحطتين.

أحياناً تحاول أن تستغل هذا الوقت الذى تمضيه فى المواصلات فيما هو مفيد من الإستماع للقرآن الكريم أو أحد الشرائط الدعوية أو الأناشيد الدينية..إلخ وذلك عن طريق استخدام سماعات الأذن متصلة إما بالجوال أو بأحد مشغلات الملفات الصوتية ك"الأم بى ثرى" وذلك حتى لاتزعج الأخرين،ولكن قد يشغل سائق"الميكروباص" مالاتحب أن تسمعه من أغانى هابطة لامعنى لها ولاهدف!

وقد يكون للتسلية طرق أخرى فقد تجد بجانبك من يحدثك عن الأحداث الجارية والغير جارية وخاصة بعد الحرية التى أحس بها الشعب المصرى بعد ثورة 25 يناير والتى انتفض فيها الشعب كالجمر من تحت الرماد ليعلن أن الغيوم تتلاشى وتظل الشمس على حالها...لاتختفى أبداً..

د إبراهيم سماحة