كانت تقريبا فى منتصف الثلاثينيات من عمرها ، وتميل قليلاً إلى البدانة ،
ولكنها تتعامل مع ذلك بحسية لا يتقنها إلا بعض النساء !
وجهها فى نظر البعض للوهلة الأولى لايعلوه أى مسحة أو ومض من الجمال ،
ولكن كانت تتمتع بروح خفيفة ، وظلها دائما تحس به ... كأنها فراشة تطير بخفة ورشاقة!
وكما قال د ماجد عبد الله
"قالت: بلغتُ من العمر الثلاثينا
فقلتُ: ما ضرَّ إنْ صارت ثمانينا
ٰفالوردُ وردٌ، وإن طال الزمانُ بهِ
ترويه أرواحُنـا.. حباً ويروينـا"
هى لم تكن جميلة بالمعايير التي وضعها البشر، لم تكن عيناها واسعتين، ولا شعرها منسدلاً كشلال،
ولم يكن وجهها خالياً من آثار السنين التي مرت. لكن، كيف لي أن أصف جمالها الذي لا يُرى بالعين المجردة؟
جمالها يكمن في روحها التي تشبه حديقة غناء، لا تذبل أبداً.
عندما تتحدث، تُنير الكلمات المكان التى تتواجد فيه ، وتجعل كل من حولها يشعر بالدفء والسكينة.
صوتها ليس رقيقًا، بل حنون، يبعث الطمأنينة في النفوس. هي لا تضحك كثيراً،
لكن عندما تفعل، تضحك عيناها قبل شفتيها، وتُسمع ضحكتها في أرجاء المكان.
إنها امرأة قوية، لم تهزمها التجارب الصعبة، بل زادتها عمقاً وحكمة.
لا تبحث عن الانتباه، بل تمنحه بسخاء. هي شمعة تُنير درب من ضاعوا في الظلام،
وكتف تُستند عليه عندما تُثقل الحياة.
ليست وردة حمراء يقطفها الجميع، بل هي زهرة نادرة تنمو في مكان سري،
لا يستطيع الوصول إليها إلا من يملك عيناً ترى أبعد من المظهر الخارجي، وقلباً يشعر بالجمال الحقيقي.
وهنا، في عالمي الصغير، في بضع كلمات خطها قلمي، هل أجد السبيل للوصول إليها ؟! ..
هل أستطيع أن ألقاها بين الكلمات والسطور بينما لا أستطيع أن ألقاها في الواقع ؟!،
هل يكتمل حبى لها بطريقتى السرية والتى قد لا يفك شفرته غيرها ؟!
هل تفضحنى تلك الحروف فى يوم ما وأنا أدعى أنها لا تعنيها ؟
هل أستطيع أن أصف جمالها الذي لا يراه الآخرون، وأحتفي بروحها التي سحرتني من بعيد.؟!
د إبراهيم سماحه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ..ق18