صدق من قال قديماً " الصديق السوء كنافخ الكير لابد وأن يصيب صديقه من جهله وحماقته" ، كان لدى صديق هو فى الحقيقة لم يكن صديق دراسة ولا زميل فى السن كان أكبر منى تقريبا سنتين ، كان جار لى ولا اتذكر كيف تعرفت عليه حقيقة ولكنى تأذيت منه فيما بعد ولم انصت لدعوات المحبين بالبعد عنه ليس لسوء أخلاقه ولكنه كان من النوع الذى يشغلك دائما، فكما قال قديما المنفلوطى " رفيق السوء مثل البعوض لاتحس به الا بعد اللسع!" فهكذا كان صديقى..
كنا
مختلفين فى التعليم كان هو فى كلية اخرى وانا فى كلية الطب فهل كانت نيته
الهائى عن المذاكرة!؟ وارد كل شىء ولا اعلم نيته الحقيقية... كنا نمضى الوقت
كثيرا وخاصة بعد الصلوات فى الكلام والجلوس أمام الكمبيوتر وكانت ثورة
الكمبيوتر والانترنت فى مصر حديثة عهد وثورة المدونات و المنتديات والمجموعات البريدية ...حتى الفيس
بوك على ما اتذكر لم يكن قد ظهر بعد..
تأخرت كثيرا فى الدراسة وتراكمت على المذاكرة وقد اضطررت كثيرا لتأجيل الكثير من الامتحانات لكى أعوض ما فاتنى .. وفى الأخير كنت أنجح ولكن ليس بتقدير عالى.. هذا التقدير من المؤكد أثر على اختيارات تخصصى فيما بعد واختيار مكان العمل وقد أخرنى فى تحضير الماجستير..
نصحنى ابى كثيرا بالابتعاد عن هذا الصديق وللاسف لم انصت له لا أعلم لماذا...
ليتنى فهمت وسمعت ووعيت ولكن الحمد لله على كل حال..
احذروا من أصدقاء السوء ليس اخلاقا فقط ولكن من يحيك لك المكائد ومن ينوى لك الشر بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ، فقد يضحك فى وجهك وهو ينوى لك السوء دون أن تدرى..
وعلى النقيض فهناك الصحبة الحسنة التى تعينك على الخير وكما ذكر أحمد بن يوسف السيد فى كتابه "إلى الجيل الصاعد " : مهما تخيلت من أثر حسن لوجود الصحبة الصالحة فى حياتك ؛ فإنها فى الحقيقة أكثر نفعا وأحسن أثراً ، والصحبة الصالحة إذا كانت محفوفة بالمحبة والصدق والوفاء والتناصح والتعاون على البر والتقوى فإنها من أعظم كنوز الدنيا وأغلاها ، بل أن الدنيا لا يتحسر على فقدانها إذا لم تكن هذه الصحبة فى حياتك ، وهى من أهم ما يعين المسلم على مواجهة التحديات ؛ وخصوصاً الشهوات " .... فاسع إلى البحث عن الصحبة الصالحة التى تعينك وتدفعك للخيرات ، وأملاء حياتك بهم وامض جل وقتك بينهم ؛ لإنهم خير معين ومؤنس تستعيض به من غيره من الملهيات."
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: إِنَّما
مثَلُ الجلِيس الصَّالِحِ وَجَلِيسِ السُّوءِ: كَحَامِلِ المِسْكِ،
وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحامِلُ المِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا
أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ ريحًا طيِّبةً،
ونَافِخُ الكِيرِ إِمَّا أَن يَحْرِقَ ثِيابَكَ، وإمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ
رِيحًا مُنْتِنَةً" متفقٌ عَلَيهِ.
مع الاسف حين ننغمس في الاهواء لا ندرك الصح و الخطا الا بعد فوات الاوان
ردحذفهذا حقيقى للأسف
حذف