منذ بدأ الخليقة وبدأ الكبر والتكبر معها برفض إبليس السجود إلى أدم فدفع الكبر والتكبر إبليس إلى عدم الخضوع إلى أمر الله فيقول الله تعالى"قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ " الحجر33
وفى موضع أخر ...."قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ "الأعراف12
والكبر والتكبر من الموبقات والعياذ بالله ..فالله سبحانه وتعالى لا يحب المتكبرين المستكبرين فيقول تعالى : "لاَ جَرَمَ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ "النحل23
ويأمرنا الله سبحانه وتعالى بالإنتهاء عن التكبر والخيلاء فيقول "وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً(37)كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا(38)"سورة الإسراء.
إلى أخره من الأيات القرآنية العديدة التى تنهانا عن التكبر والكبرياء...
و يقول سيد الخلق صلى الله عليه وسلم ....
عن أبي هريرة رَضيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال:" بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم" رواه مُسْلِمٌ.
وعن ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال:"لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر!"
فقال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسنة.
فقال: إن اللَّه جميل يحب الجمال؛ الكبر بطر الحق وغمط الناس رواه مُسْلِمٌ.
و يقول دكتور عائض القرنى فى كتاب "مفتاح النجاح" :
"ودع التكبر فالحلال عبادة..... لو كنت تطلي الإبل بالقطرانِ"
فالكبر والتكبر ياسادة هو الطريق إلى إفساد الحياة وسبب المشكلات ويولد الحقد والحسد فى قلوب الناس ..فالمتكبرين طغاة لا يدرون ما يفعلون وقد يكون التكبر على عبادة الله من قبل أعداء الإسلام أو التكبر من الإنسان على الإنسان سواء بعلم أو بمال أو بمظهر أو بمنصب فيجب أن لا نتكبر بما نملك على غيرنا حتى لا نولد الحقد والحسد فى قلوب الغير ويجب ألا نتكبر على العلم فالعلم يؤخذ من ذو الخبرة والعلم حتى ولو كانوا اصغر منا سناً أو مكانة ..
ويجب أن نطهر مالنا بالصدقة لنبعده عن الكبر والتكبر...
ومن الطرائف التى ذكرها الشيخ "عائض القرنى" فى كتابه "العشاق":-
أن دخل ابن السماك على أبي جعفر المنصور فجلس ، فأخذ ذباب يطير ، ثم يقع على أنف أبي جعفر ، حتى أضجره ، فقال أبو جعفر لابن السماك متهكماً : لماذا خلق الله الذباب ؟
فقال ابن السماك : ليذل به أنوف الطغاة .
فهل سمعت أحسن من هذا الجواب جواباً ؟ !
د إبراهيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ..ق18