كان يا مكان أنه فى حقبة من الزمان كانت هناك إمرأة تدعى أسمهان وكانت من الفتيات الحسان اللاتى يشار إليهن بالبنان وكانت تعيش فى جزء من لبنان..
حاولت هذه المرأة أن تحقق لنفسها السعادة بمفهومها من أكل كل ماتلذ الأنفس وتشرب كل مايحلو لها وتفعل أشياء كثيرة منها الحلال والحرام وتمتلك البيوت والعقارات والأراضى الشاسعة وحدائق الفاكهة ومجوهرات ولؤلؤ ومرجان.
وكذلك ايضاَ تمنت أن تعيش إلى الأبد وفى ال 70 سنة الأولى سارت الامور بشكل جيد ، لكن بعد ذلك بدأ جلدها يكرمش وبدأت التجاعيد تغطى وجهها وصغر جسمهاولم تعد قادرة على المشى أو الوقوف وبعد فترة أخرى لم تعد قادرة على الأكل أو الشرب فبدأوا يغذونها بالأنابيب التى تعبر من الأنف إلى المعدة ولكن بعد فترة أخرى لم يعد الجهاز الهضمى قادراً على هضم ما يصله من غذاء فاظطروا إلى تغذيتها بالمحاليل وإدخال العناصر الغذائية الأولية البسيطة إلى جسمها بالحقن والمحاليل الوريدية وفى أثناء ذلك تمنت أن تموت فهى تعيش فى عذاب مستمر ولاتستطيع التحرك ولا التكلم ولا الوقوف بل هى نائمة فى فراشها تحتاج لمن يقلبها ذات اليمين وذات الشمال ولو اطلعت عليها لوليت منها فراراً من سوء حالتها التى تعيش بجسد ميت فعلى قدر ماعاشت فى سعادة ونعيم فى الدنيا على قدر ماتعيش فى عذاب !
ولعلها قرأت فى بداية حياتها "يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ " (21) التوبة
د إبراهيم