- رمضان مبارك‏.

بسم الله الرحمن الرحيم

اخوتى وأحبتى فى الله ..

إلى كل مسلم على هذه الأرض الطيبة السلام عليكم ،السلام عليكم كل ٍ فى مكانه الموظف فى مكتبه،العامل فى مصنعه،الطالب فى مكان دراسته،الطبيب فى مستشفاه،الزارع فى أرضه،التاجر فى متجره،الجزار فى مجزره،العالم فى معمله،الإمام فى مسجده....

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سلاماً طيباً مباركاً مملوءً بالمودة والرحمة والمحبة ;-

سيهل علينا شهر رمضان المبارك فى الايام المقبلة بما يحمله من معان وما يحتويه من مغفرة ورحمة وعتق من النار ..سيهل علينا شهر يتجمع فيه أكثر من خمس البشرية على فريضة الصوم التى تعمل على سمو أرواحنا وعلوها ورقيها سيهل الشهر المبارك بوجهٍ بشوش كالعادة..

سيهل علينا بصدر ٍ رحب لننهل من خيراته وبركاته...

وكما يقول سبحانه وتعالى فى حديثه القدسى " كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لى وأنا أجزى به"..

فأنت لا تستطيع أن تثبت للناس أنك صائم أم لا ولكن الله يعلم ذلك وسيجازيك عليه؟؟

فأنت تسطتيع ان تثبت انك تحج،تزكى،تصلى، وأن تنطق بالشهادتين،وأيضا تستطيع ان تثبت انك لا تشرب ولا تأكل ..

كل هذا أمام الناس بل وتثبت التحاليل الطبية انك بعيد عن الطعام والشراب والجماع ولكنك لا تستطيع ان تثبت صيامك بمفهومه الحقيقى فأنت لا تستطيع ان تثبت انك بعيد عن الرشوة والكذب والخيانة والغيبة والنميمة...

ففى الصيام تؤدى هذه الفريضة مع الله جل جلاله وحده معه وله...

فمن أهداف الصيام استحضار الله عزوجل فى كل وقت وكل مكان..

والتحمل على الحرمان من الطيبات فى نهار رمضان والعودة إليها فى ليل رمضان ولكن بشروط... حتى لانذوب فى الدنيا ونذوب فى الملذات المحللة ونبغض الصيام فى اليوم التالى..

يالله!!..تخطيط إلهى محكم حتى لا يسئم عبده ..سبحان الله!!.

إذن مفهوم الصيام الحقيقى هو ليس الإمتناع عن الشراب والطعام وفقط ولكن الإمتناع عن كل ما يغضب الله ،واتباع ما يرضيه إبتغاء مرضاته عزوجل...

ومن لا يفعل الخير فى رمضان لا يفعل الخير فى باقى أيام السنة..

وفى قوله عزوجل" وأنا أجزى به" هذه العبارة الموجزة الشاملة المانعة عظم الثواب والجزاء للصائم ولكن اوجز هذا الجزاء فى قسمين:-

1- جزاء فى نفسك - فى الدنيا-:-

وهو شىء لا تلمسه بيديك ولا تحسه بعقلك ولا تتلمسه بحواسك هى تلك الومضة السماوية التى تتنزل على قلبك فى لحظة غير مرتقبة لتملأ قلبك خشوعا وعينيك دموعاً وروحك انتعاشاً .

2-جزاء فى آخرتك :-

وما أعظمه من ثواب من دخول الجنة والنعيم المقيم الذى لا يزول والذى لا نمل منه والدخول من باب الريان ..الى أخره من النعم التى لا تحصى.

إذاً الصيام هو تأسيس لحياة جديدة أولها فى الدنيا وآخرها فى دار النعيم فهيا ننوى نية خالصة لله عزوجل بالصيام تقربا اليه وابتغاء مرضاته عزوجل..

د/إبراهيم