لقد جاء الإسلام منذ 14 قرناً ليقضى على كل أمور التخلف والجهل وليدعو إلى حياة بسطية سلسة سهلة ممتعة هادف . جاء لينمى الإنسان ويرتقى به وبعقله نحو ما ينفعه ويجعله خليفة الله فى الأرض وذلك بمنهج الإسلام فأنزل الله القرآن على مبعوثه محمد صلى الله عليه وسلم والتى سنته هى المتمم والمكمل لهذا المنهج ...
ولكننا فى واقع مؤسف من تقليد للغرباء دون وعى أو تمحيص ومن تدهور فى جميع المجالات الإقتصادية والسياسية ...إلخ فنحن أصبحنا مجتمع مستهلك بجميع المقاييس فتحولنا من منتج كما كان فى العصور الذهبية الإسلامية إلى سوق مروجين لبضائع الأخرين دون وعى من حقيقة أن ذلك قتل للإبداع والإقتصاد ..
وفى حقيقة الأمر أن الإسلام قد قدم الإطار الإجتماعى الذى يمكننا من تقديم نماذج إبداعية وتفكير مذهل والمضى قدماً نحو تنمية وآمن بشريين ..ولكن هذا لا يجعلنا نقول ان المسلمون فى حالة جيدة ولكن العكس صحيح تماماً! فهذا الإطار لا يتم تنفيذه بصورة صحيحة أو لا يتم نهائياً..
هذا الإطار الذى يمثل حقوق المواطن وواجباته وكل ماله وما عليه لا يُؤَخذ فى الإعتبار مما أدى إلى حالة من الركود واللا مبالاة.
ويأتى مفهموم التنمية ليشمل كل جوانب الحياة ولكنها تنحصر فى قسميين رئيسيين:-
- التنمية الطبيعية وهى تنمية الموارد الطبيعية وإستغلالها .
- التنمية البشرية وهى تنمية القدرات والكفاءة العقلية للبشر.
ولم يأت لفظ تنمية أو إنماء صريحاً فى القرآن الكريم ولكن هناك العديد والعديد من الآيات التى تحث على العمل وإعمار الأرض وأن الإنسان هو خليفة الله فى أرضه فقال تعالى "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً" البقرة30
وتحدث القرآن عن الخيرات التى حبى الله بها الأرض والبحار ..
"اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ
بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الأَنْهَارَ" إبراهيم32
ولكن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة فيجب على الإنسان أن يسعى ويجتهد وراء الرزق وأن يتقن عمله ليرى نتيجة هذا العمل...
ومن أمثلة العبقرية القرآنية فى التنمية نراها فى سورة يوسف فقال تعالى "وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ " يوسف43.
وفسر -رؤية فرعون- يوسف عليه السلام بضرورة الإستعداد لأعوام القحط بتخزين الحبوب فوضع بذلك اسس الإدخار والتخزين والتدبير قال تعالى "قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ" يوسف47
إذن نحن فى حاجة للتطبيق لا للمشاهدة والتحسر!
د إبراهيم
د إبراهيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ..ق18