رسائل الشتاء!
مع قطرات المطر التي تداعب النافذة، يرتدي العالم معطفاً من الهدوء، وتصبح الكتابة إليها هي الطريقة الوحيدة لتدفئة الحروف والقلوب. الشتاء ليس فصلاً للبرد، بل هو موسم البحث عن الأمان في تفاصيلها الصغيرة.
كلما اشتدّت الرياح في الخارج، تذكرتُ رقتها التي تروض عواصف قلقي. هي كقطرات المطر التي تحيي الأرض العطشى؛ بكلمة منها يزهر في قلبي الربيع رغم صقيع كانون. أراقب انعكاس الضوء في عينيها، فأجد فيهما سماءً صافية لا تعرف الغيوم، وطمأنينة تجعل من ضجيج الرعد مجرد معزوفة خلفية لحديثنا الهادئ.
رسالتي إليها هذا الشتاء لا تحمل حبراً، بل تحمل نبضاً يخبرها بأن:
وشاحها الملون: هو الذي يمنح الشوارع الرمادية بهجتها.
ابتسامتها الرقيقة: هي "كوب القهوة" الأول بل هو الدوبامين الذي يعدل مزاج يومي المنهك.
صوتها : هو المدفأة التي ألوذ بها كلما شعرت بالغربة في هذا الزحام وصوتها يعلم البرد كيف يلين!
في الشتاء، تصبح الكلمات أكثر دفئًا حين تُكتب باسمها!
أكتب إليها والبرد يطرق النوافذ، فأفتح له قلبي ليجدها هناك… جميلة، رقيقة، تشبه فنجان قهوةٍ دافئ بين كفّين مرتجفتين.في ليالي الشتاء يطول الحديث، لأن الصمت نفسه يحنّ. أستعير من المطر لغته، ومن الغيم نعومته، لأقول لها إنها الدفء حين يبرد العالم، وإن حضورها معطف لا يثقبه ريح.
يا من تشبهين "بياض الثلج" في نقاء قلبك، وعذوبة "المطر" في حضورك؛ كوني بخير دوماً، فجمالكِ الرقيق هو الحقيقة الوحيدة التي تجعل لهذا الفصل البارد معنى. لا يهم كم ستنخفض درجات الحرارة، طالما أن طيفكِ يغلف روحي بدفء لا ينتهي.
إبراهيم سماحه

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ..ق18