الأحد، 10 يناير 2010

- حكاية منتصف الليل.

إنها تدق الساعة الثانية عشر منتصف الليل بتوقيت القاهرة وفى يدى كتاب اشتريته اليوم يتحدث عن طرق الفحص الإكلينيكى فهو كتاب لابأس به فهو مرجع معترف به على مستوى مصر،هذه هى الصفحة الأولى.... كلام ممتاز بطريقة سهلة سلسلة،انتهيت من الصفحة الأولى فتمنيت أن تأتى نسمة هواء من الباب الذى نسيته مفتوحاً على الرغم من أننا فى عز البرد لتقلب الصفحة!
ولكنى فكرت فى أن أمد يدى لأخرج كتاب أخر من أسفل الوسادة لأقرأه إنه كتاب"يوميات نص الليل"حيث يصبح فى هذه الأحيان الممنوع مرغوب.
يأتى صوت جرس بائع الفول من بعيد لينبه الناس إلى أن عربة الفول تمر فى الشارع لمن يريد أن يشترى فولاً ولا أعلم لماذا يأتى كل يوم فى هذا الوقت تحديداً بانظباط شديد!
وهناك فى العمارة المجاورة يخرج صوت ضحك الجيران وهم يشاهدون مسرحية"شاهد مشافش حاجة"ويشاهد آخرون إحدى القنوات الدينية ويشاهد ثالث إحدى القنوات الرياضية وأخر اسمع من ناحيته صوت ناى محمود عفت المميز لحلقات العلم والإيمان لدكتور مصطفى محمود والذى يأتى كل يوم تمام الساعة الثانية عشر بتوقيت القاهرة على قناة إقرأ الفضائية وعلى الرغم من أنى من المتابعين لهذه الحلقات إلا إن معظمها لدى على اسطوانات وتبلغ حوالى 250 حلقة،كل هؤلاء يصدرون أصواتاً إلا الطلبة الماليزيين الذين يسكنون فى نفس الشارع ، فهم يتمتعون بالهدوء التام فلا تسمع لهم صوتاً حتى وهم يعلبون فى ملاعب كرة القدم فإذا رأيتهم وهم يلعبون تتحسر نفسك فكأن لا أحد فى الملعب إلا صوت تلاطم الكرة مع الأقدام ولكن عدم اصدار صوتهم فى هذه الحالة نتيجة لأنهم ينامون مبكراً ويستيقظون مبكراً لصلاة الفجر فهم لا يفرطون فى الصلاة... ونعم المسلمين.... حقاً إنهم ابناء معجزة ماليزية تستحق الإحترام.
ثم اسمع صوتاً يأتى من بعيد ويزداد علواً تدريجياً إنه أحد الدرجات البخارية -غالباً أحد الموتوسيكلات الصينى والتى هى مشكلة من المشاكل التى تواجه الكثير منا سواء بطريقة مباشرة او غير مباشرة - بعد أن عدل عليها صاحبها واضاف تسجيلاً كبيراً على مؤخرة الدراجة...إانه يصدر صوتاً لأحد الاشخاص الذى صاحب أصدقاء سوء فيخبر البيه أحد أفراد الشرطة "البانجو دا مش بتاعى....والله برئ يا بيه...الذنب ذنب اصحابى..هما اللى رمونى عليه" ثم يتلاشى الصوت تدريجياً حتى يختفى..
تمنيت حينئذ أن أذهب لأعيش فى بلاد "شمس منتصف الليل" ولكن هذا هو الواقع ... أنظر إلى الساعة مرة أخرى لأرى صورتين متداخلتين !! أهى حالة إزدواج فى الرؤية (Diplopia)؟؟!!ربما ربما..
ساخلد إلى النوم ربما ارتاح من هذا التفكير قليلاً.

د إبراهيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ..ق18